عن المبرة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ..
قال تعالى ( إنا نحن نحيي الموتى , ونكتب ما قدموا وآثارهم ). وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له) .
قد كان فضيلة الشيخ الفقيد محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، من أئمة الهدى، ومصابيح الدجى الذين اشتهر فضلهم وذكرهم على رأس القرن الخامس عشر الهجري.
وقد كانت حياته رحمه الله حافلة بالخيرات، واصطناع المعروف، والسعي في مصالح المسلمين وقضاء حوائجهم، إلى جانب منقبته الرئيسة، ومزيته الفريدة، المتمثلة في تعليم العلم ونشره ورعاية طلابه، وتيسير سبله، وكتابة الرسائل، والمؤلفات، والمحاضرات، وإصدار الفتاوى والتوجيهات. فأجرى الله على يديه الخير الكثير بسبب نيةٍ صالحة، وعزيمة ماضية، وهمة عالية، لا تعرف الكلل والملل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ورحمه الله رحمة واسعة وتغمده الله برضوانه ومغفرته وأسكنه فسيح جناته.
وبعد وفاته رحمه الله تنادى أبناؤه وإخوانه ومحبوه إلى تخليد ذكره وصلة ما انقطع من عمله من خلال عمل مؤسسي منظم، لا يكون طفرة عابرة، أو عاطفة سرعان ما يخبو أوارها، وتسقط بالتقادم أعمالها. فأعلن أبناؤه في الأيام الأولى لوفاته عن عزمهم على إقامة مؤسسة خيرية تحمل اسم والدهم، تنظم جهود محبيه، وتعبر عن وفائهم له ولمنهجه. فقاموا برفع طلبهم إلى المقام السامي الكريم بالموافقة على إنشاء مؤسسة خيرية باسم والدهم تعني بتراث الشيخ العلمي ونشره وتسعى لمواصلة الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها فضيلة الشيخ الفقيد رحمه الله.
فكان التوجيه السامي بالرعاية الكريمة لإنشاء هذه المؤسسة الخيرية طبقا لأحكام لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية حتى صدر قرار معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية بتسجيل مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بالإدارة العامة للمؤسسات والجمعيات الأهلية برقم (13) وتكون لها شخصية اعتبارية مستقلة.
وعرفانا من المؤسسة ورمزاً لامتنانها وتقديرها وشكرها للجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء ( حفظه الله تعالى ) في سبيل إنشاء المؤسسة فقد تقدمت المؤسسة بطلب إلى سموه لقبول الرئاسة الفخرية للمؤسسة وقد تفضل - حفظه الله - بالموافقة على ذلك أجزل الله له المثوبة والأجر.
المؤسسون
كان الشيخ الفقيد رحمه الله في آخر حياته يسعى إلى إنشاء مكتب خاص به، يعنى بترتيب أعماله المتكاثرة، وتنسيق ما يرد عليه من طلبات، والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الإدارة، ونشر العلم، فلعل في هذه البادرة بإنشاء المؤسسة الخيرية إنفاذاً لرغبته وتحقيقا لبغيته، ووفاء ًوبراًً من ذويه، والله من وراء القصد.
وقد سجلت المؤسسة باسم أبناء فضيلته الخمسة: عبدالله و عبدالرحمن و إبراهيم و عبد العزيز و عبدالرحيم، وفقهم الله، على أن يتولى رئاسة المؤسسة الابن الأكبر عبدالله، لتكون مما بقي لهم من بر أبيهم رحمه الله. هذا ومن بين أيديهم ومن خلفهم ثلة من أخوي الشيخ وذويه وطلابه ومحبيه , يتقربون إلى الله تعالى بنشر علمه , والمحافظة على مقاصده ومساعيه
مقر المؤسسة
اتخذت المؤسسة من محافظة عنيزة، مسقط رأس الشيخ، ومرتع صباه، ومدرج سيره في طلب العلم، وموضع جامعه ودرسه، ومحط ركاب طلابه وقاصديه، مقرا لها؛ تدير فيه أعمالها وتزاول نشاطها الخيري التطوعي وتسعى لتحقيق الأهداف المرجوة بإذن الله تعالى. وللمؤسسة أن تفتتح فروعا لها داخل المملكة، وقد فتحت المؤسسة لها فرعين في كل من الرياض ومكة المكرمة.